اتصل بنا خريطة الموقع مواقع مهمة الاستقبالاتصل بنا  
   
  Fr | Ag    
   
في إطار برنامج التعاون الثنائي بين تونس والصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا، تنظم الشبيبة المدرسية أياما تحسيسية وتوعوية لفائدة الشباب المدرسي في التثقيف الصحي حول السيدا ...التفاصيل

أفريل 2024
LuMaMeJeVeSaDi
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930




Global Fund


 


تطور ونمو حركة الشبيبة المدرسية

تطور ونمو حركة الشبيبة المدرسية

وتسلم رئاسة الشبيبة المدرسية بعد السيد الصادق المقدم السيد عبد المجيد الشابي ثم تلاه السيد محمد بن عبا من 1936 إلى 1939 تقريبا وقد ظلت الشبيبة المدرسية تتبع جمعية قدماء الصادقية غير أن نشاطها الوطني السياسي لم يرض بعض قادة قدماء الصادقية فتبرأت منها سنة 1938 وكان للشبيبة المدرسية نشاط لا بد من القيام به فالتجأت إلى الرابطة الأدبية المتكونة من الشباب المدرسي الطموح وأصبحت تعرف بالشبيبة المدرسية فوج الرابطة الأدبية ( انظر الاعلام عن محاضرة علي البلهوان) والرابطة الأدبية هي جمعية أدبية أسسها الشاب مصطفى مهب رجب في أوائل 1936 بمعية السيد نور الدين بن محمود ( مدير جريدة الأسبوع ومجلة الثريا ) ورشيد إدريس والحبيب الشطي والشاعر محمد المرزوقي، وقد كانت لهذه الرابطة فروع داخل البلاد. ففي صفاقس فرع يعرف بجامع اللخمي يرأسها بوبكر الرقيق ثم حسن بوغريو، وفي حمام الأنف فرع يرأسه مصطفى الشنوفي بمعية محمد الشريف وعزالدين بالحاج، وفي قفصة فرع يعرف بشباب بن راشد . ولئن احتضنت الرابطة الأدبية الشبيبة المدرسية فإنها احتضنت كذلك الفرع المسرحي التابع لها والذي كان يرأسه محمود شرشور ويظم في عضويته فتحي الزليطني وعمر المسعي والعروسي يعقوب. ويذكر السيد مصطفى الجد أن أول نشاط للشبيبة فرع الرابطة الأدبية بصفاقس هو دعوة الأستاذ علي البلهوان ليحاضر الشباب عن نصيب الشبيبة من الكفاح صبيحة يوم السبت 12 مارس 1938 الموافق ليوم عاشوراء وكان من التراتيب المعمول بها إعلام السلطة بتاريخ المحاضرة ومكانها وأهم المحاضر فيها وان يكون الإعلام ممضى من قبل مسؤولين عن هيئة الجمعية فقدمت الإعلام للشرطة ممضى من طرفه كرئيس للجمعية ومن طرف السيد الحبيب الشطي عضو للجمعية ، وفي ساعة متأخرة من ليلة المحاضرة اتصلت بقرار من الكاتب العام للحكومة التونسية يمنع فيها إتمام محاضرة الأستاذ علي البلهوان وكشفت جريدة الوزير في عددها الصادر في 17 مارس 1938 عن محتوى قرار منع المحاضرة.

وقد أصدرت الجريدة المذكورة هذا القرار في مقال طويل بعنوان : " حول منع محاضرة الأستاذ علي البلهوان".
وتم هذا الاجتماع فعلا لا في قاعة سينما ( لافارتي) كما كان مقررا من قبل بل في نادي الحزب بصفاقس وحضره حوالي ألفي تلميذ، وبعد محاضرة الأستاذ علي البلهوان رفع احتجاج شديد إلى كل من جانب الوزير الأكبر والكاتب العام للحكومة والمقيم العام. وهذا نص الاحتجاج:
" إن الشبيبة المدرسية المتمثلة في عدد كبير من الشباب والمشتملة على تلامذة المعاهد العليا بالعمالة وكذلك على فريق كبير من مختلف الطبقات بعد الاطلاع على القرار الذي اتخذه الكاتب العام للحكومة في منع محاضرة الأستاذ علي البلهوان بـ ( قاعة لافرتي) تحتج احتجاجا صارما:

أولا: ضد هذه الوسيلة الجائرة التي لا تفت في ساعد الشباب بل من شأنها أن تقوي فيه روابط التضامن الفعلي والإيمان بحقه وقوته.

ثانيا: ضد الحكومة التي تعتمد على سعي بعضهم الذي حاول بوشايته من غير جدوى أن يفرق الشباب وأن يفرق الشباب وأن يضر بحركاته ولا صفة له من حيث القانون تخول له ذلك وهي تحقق للحكومة أن ليس هنالك مانع يصدها في طريقها إلى الأمام ثم أنها تضع ثقتها في الشبان مصطفى الجد- الرشيد ادريس- خميس الشامخ- عزوز الرباعي- محمد بن عبا لتقديم هذا الى الحكومة" .
وفعلا تم تقديم الاحتجاج ومن ثمة دخلت الشبيبة المدرسية مرحلة الكفاح والنضال الفعلي في صلب الحزب الحر الدستوري إذ وجدت فيه خير معبر عن آمالها وفي مؤسسه الزعيم الحبيب بورقيبة خير قائد وطني قادر على تحريك الهمم وجمع شتات الشعب التونسي كما وجد الاتحاد العام لطلبة تونس سنة 52 و53 في صلب الشبيبة المدرسية الأعضاء والقادة والأكفاء الذين ساروا به سيرا حثيثا في نضاله التحريري وعندها دخلت الشبيبة المدرسية في صلبه واستوعبها وبقي يرعاها إلى سنة 1961 تاريخ انفصالها عنه لتصبح هيكلا من هياكل اتحاد الشباب التونسي، وصارت لها أهداف هي بالطبع دون أهداف الأمس وذلك بفضل التطور الذي طرأ على حياة البلاد. فأخذت تدعم كيانها داخل المعاهد الثانوية وتعمل على تكوين الشباب المدرسي تكوينا وطنيا صحيحا لتجعل منه عضوا حيا شاعرا بمسؤولياته التاريخية عاملا على صيانة مكاسب وطنه مجتهدا في الحفاظ على عزة وكرامة بلاده.
ولا يفوتنا قبل الانتهاء من الحديث عن الشبيبة المدرسية أن نشير إلى أن الشباب المدرسي لم يتخلف عن الإسهام بقسط مرموق في الملاحم النضالية التي عاشتها تونس فكانت له مشاركات وتضحيات بطولية تواصلت من مقاومة المؤتمر الافخارستي إلى معارك 9 أفريل 1938 إلى معركة التحرير الوطني (1925- 1954 ) إلى معركة بنزرت الحاسمة. وسوف يسجل التاريخ التونسي المعاصر هذه المواقف التي ساهم بها الشباب المدرسي في تحرير تونس وفي بناء مستقبلها الزاهر.